في ملتقى “تواصل من أجل التنمية”، الذي نظمته مؤسسة تواصل للدراسات والتوعية الثقافية، أكدت نخبة من قيادات التنمية المستدامة والمسؤولية المجتمعية أهمية تطوير خطط مدروسة وتعزيز الشراكات بين القطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق أثر فعّال ومستدام في المجتمع المصري.
واستعرضت الدكتورة لميس علي نجم، مستشارة رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية للمسؤولية المجتمعية، دور القطاع المصرفي في دعم الأسر من خلال تسويق منتجاتهم، مؤكدةً ضرورة وضع خطة مسبقة لكل مؤسسة لتنمية مهارات الطفل، ومشيدةً بمبادرات مثل “الألف يوم الأولى” لتحسين صحة الأطفال منذ الحمل. كما أكدت أن العديد من الشركات في القطاع الخاص، وعلى رأسها “إيجي بنك”، تدعم المشاريع الشبابية بشكل فعّال، داعيةً إلى تطوير فكر المرأة والأسرة لدعم التنمية الشاملة.
وتحدثت الأستاذة هالة عبد الودود، الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي بشركة هايد بارك للتطوير العقاري، عن أهمية دور القطاع الخاص في دعم الشباب، مشددةً على ضرورة أن تُبنى مشروعات المجتمع المدني على أسس علمية واضحة، خصوصًا في قطاعات مثل الصحة، حيث دعت إلى التعاون مع الشركات التي تضع ملف الصحة ضمن أولويات استراتيجياتها.
من جانبها، طرحت الأستاذة نرمين شهاب الدين، مستشارة وزير التضامن الاجتماعي للتمكين الاقتصادي، والعضو المنتدب لصندوق استثمار “أولادنا”، مجموعةً من المقترحات لتطوير استراتيجية مصر 2030، مشيرةً إلى أن المؤسسات يجب أن تتعامل مع المشروعات القائمة والمحتملة من خلال دراسة فجوات المجتمع بشكل دقيق، مع التأكيد على أهمية الاستفادة من دراسات معهد التخطيط القومي. كما شددت على أهمية توحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص واقتراح حلول مبتكرة للمشكلات القائمة.
وفي سياق متصل، صرحت الأستاذة نجلاء نصير، مستشارة الرئيس التنفيذي للمصرية للاتصالات لمشروع مدارس WE، بضرورة أن تحدد كل مؤسسة المجال الذي يجب أن تتخصص فيه وفقًا لخبرتها، مركّزةً على دعم الخدمات الطبية في المحافظات النائية، خاصة صحة المرأة والطفل وكبار السن، بالإضافة إلى دعم برامج التعليم الطبي المستمر وتدريب الشباب في المحافظات الحدودية.
وخلال المناقشات، سلطت الحوارات الضوء على أهمية دراسة فجوات السوق والمجتمع لتلبية الاحتياجات الإنسانية، والاهتمام بالتنمية البشرية ضمن جميع المشروعات التنموية.
وفي مداخلتها، أكدت زينب وحيد، أخصائي العلاقات العامة والتسويق وتطوير الجمعيات الأهلية، أهمية وجود منصات تعليمية متخصصة لتعريف المجتمع المدني بدوره وأخباره وفرص التعلم، مشيرةً إلى أن الهدف هو بناء مجتمع مدني أكثر وعيًا وتواصلًا. وانتقدت غياب المبادرات التدريبية حول الذكاء الاصطناعي (AI) في القطاع الأهلي، داعيةً إلى تنظيم ندوات دورية توعوية تجمع بين القطاع الخاص والمجتمع المدني.
كما شددت على أن المجتمع المدني بحاجة إلى تدريب مستمر في مجالات البحث، والدراسة، وإدارة المشروعات التنموية، لافتةً إلى أن الجمعيات في القرى والنجوع هي الأقدر على معرفة احتياجات مجتمعاتها.
واختتمت بتأكيد أهمية إعلان كل شركة وجمعية عن برامجها في المسؤولية المجتمعية بشكل شفاف لتعزيز فرص التعاون وبناء الشراكات الفعالة.